يوميات أحمد بوسعيدي

20170817_125404الإربعاء 16 أوت 2017.
الثامنة صباحا.
أن أن باتتات باتتا، فتحت عيناي، ميساء ابنتي ذو الثمانية أشهر افاقت من النوم، بففففف، أرجوكي نصف ساعة أخرى فقط وانا اعلم في داخلي ان طلبي هذا أصعب من ان يتحصل معطّل عن العمل في تونس بدون معارف على شغل جيد. حسنا أفقنا مثل كل يوم، ميساء لا تذهب الى الروضة في هذه العطلة المشؤومة.
نزلنا تحت ابدلت لها الحفظات، قطعت بسكويت ووضعتها في البارك مع بعض اللعب بعد ما أشبعتها قبلات و همزات، اضغط على الزر قهوة اكسبرِّسو كالعادة وقلت في نفسي الحمد لله لهؤلاء الكفار الملاعين صنعو لنا هذي الآلة لنتمتع نحن في المنزل بقهوة لذيذة.

فهذا روتني اليومي في ايام الأسبوع في عطلة الصيف انهض من النوم باكرا و بصفت زوجتي تشتغل يوميا من الصبح انا اعوض مكانها فأنا أشتغل في عطلة نهاية كل أسبوع فقط “نظام ويكند هنا في بلجيكا”.
اخذت جوالي الذكي جدًا و فتحت الفايسبوك،
كل الاخبار في الصفحات التونسية الشهيرة و التي انتمي الي معظمها منذ الأمس وهي في موضوع واحد المساواة بين المرأة و الرجل وخطاب السبسي المبارك، همهمت في نفس “اوه نهار ازرڤ في الفايسبوك باين فيه ”
اوكي، صفحة اتحاد التونسيين بالخارج اول اعلان وكان كالآتي:
“تره وينهم اكا الناس الي افيقوا بكري كيفي 😍
انشاء الله نهاركم مبروك ”
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
انى من #سويسرا وانتم #خويا #اختي”
#البجعة.” اسم الادمنية المستعار وقلت في نفسي بتوتر استغفر الله العظيم من هذه الصفحة من كانت صفحة ضد السرقات في المطارات و مشاكل التونسيين بالخارج أصبحت صفحة إعلانات زواج او المشاكل العائلية و الكثير الكثير من الريق البارد و الدفاع عن اسلامهم و الاخلاق الحميدة لمجتمعنا الحبيب في المهجر و تونس، انا انتظر ان يقع طردي مثل ما وقع طردي في الكثير من الصفحات خاصة الاخوانية بعد أن يظن فيا الظنون الادمن المغوار مع السب و الشتم طبعاً.

اوكي، صفحة كمال الرياحي ربما شيء اليوم حول كتابة اليوميات التي كنت و مازلت احاول كتابتها.
اول اعلان نقط و صورة بومة،
ثم اعلان آخر حول المساواة بين الجنسين، كمال يطرح إشكال؛ “كيف سيحل القانون مسؤولية الزوج في الإنفاق على الزوجة في ظل قانون المساواة بلابلا بلا.” وقلت في داخلي ضاحكًا “حتى انت كمال دخلت في العجة هاهاها،” و عقبت خارجا عن طرحه القانوني “حسب معلوماتي الشخصية تي المرا هنا هنا ولات تاخو في الثلث انا امي او جِداتي ماخذاوش حقهم خاطرهم نِسَاء باش تاخو راجل نفسو خذا حق اختو و شكون فيكم امو ورثت من بوها الا القليل خاصة الفلاحين أضفت تي النصف و شوية فيهم يعجلناش انكفرو على جدودنا نحن الرجال الي كلاو حق النساء خاطرها مالها الا مرا.” “بون مهما يكون نحن الرعية يلزمنا نطيع ولاة الامور و انا هكا ولا هكا انتمي الي حزب خالتي نوة مانيش منخب حتى طحان كلهم كيفكيف كالغنوشي رضي الله عنه و أرضاه او السبسي اطال الله في عمره او باقي الصفر فاصل.”

الحمدلله سمية و اسماعيل مازالوا نيام يمكن ان أتصفح في هدوء الفايسبوك فمنذ بداية العطلة الاطفال اخذو مني كل الوقت لم استطع ان اكمل قراءة كتاب واحد او حتى أن اشاهد بعض البرامج في الناشيونال جيوغرافيك.

كم هو ممتع اختراع مارك ترى فيه العجايب، صديقي دالي غير صورة بروفايلو يجب ان ياخذ مني إعجاب فهذه من اخلاق الفايسبوك و اكيد دالي يستحقها فهو لا يغير او ينزل على صفحته الكثير من الصور مثل الكثير من الأصدقاء.
بام بام بام اكيد هذه سمية ابنتي البكر افاقت وهي الان تنزل في الدرج، كوب الحليب و قطعت الكايك كالعادة في الانتظار…

احمد بوسعيدي 32 سنة مقيم ببلجيكا اب لثلاثة أطفال.

هذا المنشور نشر في غير مصنف. حفظ الرابط الثابت.

1 Responses to يوميات أحمد بوسعيدي

  1. Hind78 كتب:

    يوميات طريفة لاب شاب في المهجر و علاقته بصفحات التواصل الاجتماعي ..و كذلك علاقته الوثيقة بما يقع من احداث يومية في وطنه الام ..تونس ما بعد الثورة ..كم نود ان نرى هكذا يوميات من اباء يعيشون في تونس و لا يحملون عقدة الذكورة ..يجب ان يدركوا ان الاعتناء باطفالهم بل و الاعتراف بذلك لا يستنقص شيئا من رجولتهم ..في النهاية اتمنى لك التوفيق و السعادة مع اطفالك الصغار ابها الاب الشاب

    إعجاب

أضف تعليق