في روايته الجديدة “البيريتا يكسب دائما”: كمال الرياحي يفتح ملف مسدس الاغتيالات

received_1220309444815244يعود الروائي التونسي كمال الرياحي صاحب المشرط والغوريلا وعشيقات النذل وواحد صفر للقتيل برواية جديدة بعنوان “البيريتا يكسب دائما” عن منشورات المتوسط بميلانو، ايطاليا، رواية جديدة مثيرة للجدل من عنوانها ويبدو أن الرياحي يواصل جرأته المعروفة وثورته على المضامين والأشكال ولغة السرد والحبكات التقليدية للرواية.

وفي هذه الرواية يقتحم الكاتب محظورا جديدا وهو المحظور السياسي، فكلمة البيريتا التي عنون بها روايته هي اسم نوع المسدس الذي تمت به الاغتيالات السياسية في تونس بعيد الثورة وأسقطت الزعيم اليساري شكري بلعيد والزعيم القومي محمد البراهمي وقد تضاربت الأخبار حول هذا السلاح وحول التقرير للتحليل البالستي حتى اتهم بعض المحامون الماسكون بالقضية الداخلية عندما لمحوا أنها تستعمل هذا السلاح مما اضطر وزير الداخلية للخروج في الاعلام وتكذيب هذا الادعاء.

هكذا يمسك كمال الرياحي مسألة حساسة جدا يطلقها في وقت حساس جدا “البيريتا” كما سبق وأطلق المشرط قبل سنوات تلك الرواية التي تلاحق جرائم أخرى تبدو في الظاهر شعبية بطلها قناص مؤخرات النساء”الشلاط” وباطنها جريمة أكبر .

والحق أن روايات الرياحي على الرغم من تركيز أغلب القراء على جانبها الجنسي ولغتها الجريئة فإن رواياته الثلاث السابقة ويومياته كلها أعمال في نقد الواقع السياسي التونسي، وهو مشروع روائي يكتب تونس الحديثة والمعاصرة من سنة 2000 إلى اليوم.

فهل يكشف الروائي ما عجزت عنه التحقيقات وفشل في الوصول إليها الرؤساء الذين تعهدوا بكشفه في حملاتهم الانتخابية؟ هل تجيب الرواية عن السؤال المغدور “شكون قتل شكري”؟ هل يكون التخييل ملاذ التونسيين للتعرف على القتلة؟ هل سنكون أمام رواية بوليسية أم سيتلاعب بنا كمال الرياحي كعادته ويدخلنا متاهة سوداء ويتركنا هناك نتخبط في الأسئلة؟

عن جريدة أخبار الجمهورية

هذا المنشور نشر في غير مصنف. حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق